تاريخ افغانستان
أولا: التسمية والموقع الجغرافي:
اشتقت أفغانستان اسمها من اسم القبائل الأفغانية التي كانت تعيش فيما مضى في جزء منها , وهذا الاسم يرتبط بأفغانستان منذ قرنين من الزمان فحسب إذ أن الاسم الذي عرفت به أفغانستان في العصور القديمة هو " أريانا " في حين أطلق عليها في العصور الوسطي بلاد خرسان وذلك انتسابا لإقليم خرسان في الجزء الشمالي منها .
وتبلغ مساحة أفغانستان ما يقرب من 647.5 ألف ك م2 , وتقع في وسط أسيا محتلة بذلك موقعا بعيدا عن المنفذ المائية التي جعلت منها دولة حبيسة وتقع على الحدود الشمالية من أفغانستان الاتحاد السوفيتي بينما تشترك ترك في حدودها الشمالية الشرقية مع الصين وكشمير في حين تتاخم حدودها الغربية الاراضى الإيرانية . ومعظم أراضيها جبلية شديدة الوعورة .
ويبلغ عدد سكان أفغانستان نحو 20 مليون نسمة بكثافة عامة تصل إلى ما يقرب من 30 نسمة في ك.م2 واهم العناصر الجنسية التي تدخل في تركيب السكان هم الأفغان الحقيقيون اللذين يكونوا خليطا بين العناصر الإيرانية والتركية والذين يطلق عليها محليا البوختان أو البرتان كما يعرفوا في باكستان . ويكون البوختان ما يقرب من نصف عدد السكان في أفغانستان ومن ثم فليس لهم مناطق تركز معينة ولاسيما وان نسبة منهم تحترف الرعي إلى جانب الزراعة , ولكتن يتواجدون بصفة عامة في منطقة جبال هندوكوش . والى جانب البوختان يكون الاوزيك والهازارا والطاجك وهم عناصر رئيسية للسكان فالجماعة الأولى تكون ما يقرب من 1/20 من مجموع السكان بينما تكون الجماعة الثانية حولي 3% من مجموع السكان . أما الطاجك فيشكلون ربع مجموع السكان . وهناك فروق مذهبية بين العناصر الثلاثة فبينما تدين المجموعات الطاجكية والاوزيكى بالمذهب التي يعتنق الهازارا المذهب الشيعي . كذلك هناك فروق أخرى بين العناصر فعلى حين يعمل الطاجك بالحرفة المدنية إلى جانب الزراعة إذ أن قليل منهم يقطن الأجزاء الجبلية تجد أن جماعات الهازارا التي تتركز في المناطق الجبلية في وسط وجنوب أفغانستان تحترف الرعي إلى جانب الزراعة .
سمة اختلاف آخر بين البوختان والطاجك إذ تتحدث الجماعات الأخيرة اللغة الفارسية بينما تتحدث الجماعات الأولى لغة البشتو .
ونجد أن سكان أفغانستان يرتبطون بأصول عربية خاصة من قريش وبأصول تركية فارسية وهندية ومغولية ونجد أن اللغة العربية بدأت تجد طريقها الى أفغانستان خلال القرن العشرين.
--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
ثانيا :الإسلام فى أفغانستان :-
وصلت جيوش المسلمين الى غرب أفغانستان الحالية فى عهد الخليفة عثمان بن عفان ، كما فتح المنطقة الساحلية لبوخستان المعروفة باسم سكران ، وأخضعت كابول فى عهد معاوية بن أبى سفيان لكن تثبيت اٌلإسلام فى تلك البقاع قد تطلب جهداً وزمناً طويلاً امتد عبر حكم بن امية ثم بنى العباس ولم يثبت فتح كابول ويستقر الأمر للمسلمين فى أفغانستان إلا فى عهد الدولة الغزنوية ابتداء من حوالى عام 871 م ويدين الإسلام حالياً 99% من جملة سكان البلاد ومعظمهم 80% من أهل السنة وبعضهم من الشيعة الجعفرية خاصة قبائل الهازارا ومن الشيعة الإسماعيلية وهناك عدد ضئيل يناهز 1% من جملة السكان يعتنق الهندوكية والزرادشيتية واليهودية .
--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
ثالثا :الصراع البريطانى الروسى :-
اعتقد البريطانيين أن استيلائهم على أفغانستان سوف يبعد الروس عن امتداد نفوذهم بحيث يهددون الهند درة التاج البريطاني .. كما أن الروس سعوا للاستيلاء على أفغانستان بهدف توجيه ضربة شديدة ضد الوجود البريطاني في الهند والسياسة البريطانية بصفة عامة خاصة وأن بريطانيا تعمل على المحافظة على ممتلكات الدولة العثمانية إزاء الأطماع الروسية.
وإزاء ذلك سعت بريطانيا للسيطرة على أفغانستان وجعلها دولة حاجزة buffer state لوجودها في الهند منذ أوائل القرن التاسع عشر فقد دارت الحرب بين الأفغان والبريطانيين مرت بثلاث مراحل امتدت حوالي قرن من الزمان من أوائل القرن التاسع عشر حتى أوائل القرن العشرين .
--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
رابعا : الحرب الأفغانية الأولى :
كانت المرحلة الأولى في الحرب الأفغانية البريطانية لمدة 4 سنوات منذ عام 1838 حتى عام 1842م عرفت بالحرب الأفغانية الأولى خاصة التي تمكن فيها الأفغان رغم قلة عددهم من إبادة
– في بعض المواقع – جيوش بريطانية بأكملها كما حدث عند " خورد كابل " حيث أبيد جيش بريطاني بأكمله قوامه 20 ألف من الجند المجهز بأحدث الأسلحة .
ونتج عن الحرب الأفغانية الأولى تجميد الاتصال بين الأفغان والبريطانيين ، الاعتراف بالأمير / دوست محمد حاكماً لأفغانستان ، واتبع حكام الهند والبريطانيين – سياسة عدم التدخل في الشئون الأفغانية ثم عقدت بريطانيا معاهدة مع أفغانستان عام 1855 وعام 1857 م لمواجهة نوايا كل من روسيا وإيران التوسعية اتجاه أفغانستان .
وعندما مات الأمير دوست محمد عام 1862 م خلفه أبنه " شير على " الذي واجه محاولات البريطانيين للتدخل في شئون أفغانستان ، رغم محاولاته للتحالف مع حكام الهند البريطانية للوقوف ضد محاولات الروس التوغل في وسط أسيا باتجاه أفغانستان .
--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
خامسا : الحرب الافغانية الثانية :
وعندما مات الأمير دوست محمد عام 1862 خلفه ابنه ( شير علي ) الذي واجه محاولات البريطانيين للتدخل في شئون أفغانستان ، رغم محاولاته التحالف مع حكام الهند البريطانية للوقوف ضد محاولات الروس للتدخل في وسط أسيا باتجاه أفغانستان ، ولكن حكومة دزرائيلي البريطانية والتي حكمت في الفترة من 1874 الي 1880 م كان من سياستها الوقوف ضدالتوسع الروسي في اسيا الوسطي بالسيطرة علي افغانسان , ومن هنا دارت ما عرفت باسم الحرب الافغانية الثانية التي استمرت ثلاث سنوات من عام 1878م الي عام 1881 م.
وقد بدات الحرب الافغانية الثانية بدول الجيش البريطاني عام 1878م , باعداد كبيرة مدينة كابل , حيث فر امير الافغان "شير علي" الذي توفي خارج بلادة في 21فبراير 1879 م ولم يقبل شعب افغانستان ان يولي لحكمة "يعقوب خان" بن "شير علي" , علي ان تقوم الي جانبة في كابل بعثة بريطانية , فانطلق يقاوم القوات البريطانية حتي قتل كل اعضاء البعثة البريطانية وقد اضطر البريطانيون الي الانسحاب من كابل . حتي كانت المعركة الحاسمة في 27 يوليو 1880م والتي انتهت بهزيمة كاملة للجيش البريطاني بل وخسر البريطانيون جيشا قوامة سبعة عشر الفا من الجنود المجهزين باحدث الاسلحة امام صلابة الكفاح الكفاح الافغاني مما دفع الحكومة البريطانية الي اصدار قرار في صيف 1881 بانسحاب القوات البريطانية من افغانستان والعودة الي الهند.
وكانت اسباب الحرب الافغانية الثانية تتمثل فيما يلي :
· التنافس البريطاني الروسي علي افغانستان باعتبارها دولة حاجزة بين الطرفين .ذلك التنافس الذي اظهر محاولة الروس اللجوء الي العوامل الانسانية في التعامل مع الافغان . لجات بريطانيا من الهند الي شن الحرب ضد الافغان , خاصة ان نائب الملكة في الهند كان يكن العداء لامير الافغان شير علي .
· عدم استقرار الاوضاع السياسية الاجتماعية في افغانستان اوحي للحكام البريطانين في الهند بسهولة غزو افغانستان والسيطرة عليها .
اما نتائج هذة الحرب والتي استمرت ثلاث سنوات – كما ذكرنا بين عامي 1878 م وعام 1881 م , فهي :
1. تكبدت حكومة الهند البريطانية خسائر بشرية واقتصادية وسياسية ضخمة اثارت سخط البريطانين , وارتفعت الاصوات في لندن بالانسحاب من افغانستان .
2. ازدياد الشعور القومي والاسلامي للافغان , والذي ظهر جليا خلال الحرب , فقد شعر الافغان من جراء الوجود البريطاني في اراضيهم بالمهانة القومية والروحية .
3. شعور روسيا بالخطر البريطاني في اسيا الوسطي وقد وجدت في سياسة بريطانيا تهديدا سياسيا واقتصاديا , وذلك شرعت في المزيد من العمليات العسكرية في مرور عام 1883م وفي الاراضي الافغانية الواقعة الي الجوار من اراضي بخاري .
4. تحديد الحدود الافغانية الروسية وتدخل بريطانا لايقاف اطماع روسيا في الاراضي الافغانية " بادقشان وواخان وبلخ" , وفي تحديد تلك الحدود تعيين المجال السياسي لنفوذ كل من بريطانيا وروسيا في وسط اسيا الاسلامية .